التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٢٤
لئلا يعرى موضعه فيميل عليه خيل المشركين، فخاف المقيمون أن لا يعطوا من الغنائم شيئا، لأنها كانت قليلة، فاختلفوا فيما بينهم حتى سألوا عنها (1). (فاتقوا الله) في الاختلاف والمشاجرة (وأصلحوا ذات بينكم): الحال التي بينكم، بالمواساة والمساعدة فيما رزقكم الله، وتسليم أمره إلى الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم (وأطيعوا لله ورسوله إن كنتم مؤمنين).
(إنما المؤمنون) الكاملون في الايمان (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم):
فزعت لذكره استعظاما له وهيبة من جلاله (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا):
ازدادوا بها يقينا وطمأنينة نفس (وعلى ربهم يتوكلون): وإليه يفوضون أمورهم فيما يخافون ويرجون.
(الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).
(أولئك هم المؤمنون حقا) لأنهم حققوا الايمان بضم مكارم الأخلاق ومحاسن أفعال الجوارح إليه (لهم درجات عند ربهم): كرامة وعلو منزلة (ومغفرة) لما فرط منهم (ورزق كريم) أعدلهم في الجنة. القمي: نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأبي ذر وسلمان والمقداد (2).
وورد " إن الله فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، ثم بين عليه السلام ذلك، ثم قال: ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الاخر، ولا ستوت النعم فيه ولاستوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار " (3).

(١) القمي ١: ٢٥٤ - ٢٥٥.
(٢) القمي ١: ٢٥٥.
(٣) الكافي ٢: ٣٤ و 37، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»
الفهرست