التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٠٨
ورد: " إنهم توصلوا إلى حيلة ليحلوا بها ما حرم الله، فخدوا أخاديد (1) تؤدي إلى حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الأخاديد ولا يتهيأ لها الخروج، فجاءت يوم السبت جارية على أمان لها فدخلت الأخاديد وحصلت (2) في الحياض والغدران (3)، فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى اللجج (4) لتأمن من صائدها (5) فلم تقدر، وبقيت ليلها (6) في مكان يتهيأ أخذها بلا اصطياد، وكانوا يأخذونها يوم الأحد ويقولون:
ما اصطدنا في السبت إنما اصطدنا في الاحد، وكذب أعداء الله، بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي علموها يوم السبت " (7).
(وإذ قالت أمة منهم): جماعة من أهل القرية (لم تعظون قوما الله مهلكهم) بذنوبهم هلاك استيصال (أو معذبهم عذابا شديدا) لتماديهم في العصيان (قالوا معذرة إلى ربكم) يعني: موعظتنا لانهاء (8) عذر إلى الله، حتى لا ينسب إلى تفريط في النهي عن المنكر (ولعلهم يتقون) إذا اليأس لا يحصل إلا بالهلاك.
(فلما نسوا): تركوا ترك الناسي (ما ذكروا به): ما ذكرهم به الواعظون (أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس): شديد (بما كانوا يفسقون).

(١) أخاديد جمع أخدود: شقق في الأرض مستطيل. وخد الأرض: شقها. مجمع البحرين ٣: ٤٢.
(خدد).
(٢) حصل الشئ: ثبت وبقى. والحاصل من كل شئ: ما بقي وثبت. القاموس المحيط ٣: ٣٦٨ (حصل).
(٣) الغدران جمع الغدير: القطعة من الماء يغادرها السيل أي: يتركها. القاموس المحيط ٣: ١٠٣ (غدر).
(٤) اللجج: جمع اللج: معظم الماء. القاموس المحيط ١: ٢١٢ (لجج).
(٥) في المصدر ونسخة " ألف ": " لتأمن صائدها ".
(٦) في المصدر: " وأبقيت ليلتها ".
(٧) تفسير الإمام عليه السلام: ٢٦٨ - ٢٦٩.
(٨) أنهي الرجل الشئ إنهاء: أبلغه. القاموس المحيط ٤: ٤٠٠ (نها).
(٤٠٨)
مفاتيح البحث: اليأس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست