ورد: " إنهم توصلوا إلى حيلة ليحلوا بها ما حرم الله، فخدوا أخاديد (1) تؤدي إلى حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الأخاديد ولا يتهيأ لها الخروج، فجاءت يوم السبت جارية على أمان لها فدخلت الأخاديد وحصلت (2) في الحياض والغدران (3)، فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى اللجج (4) لتأمن من صائدها (5) فلم تقدر، وبقيت ليلها (6) في مكان يتهيأ أخذها بلا اصطياد، وكانوا يأخذونها يوم الأحد ويقولون:
ما اصطدنا في السبت إنما اصطدنا في الاحد، وكذب أعداء الله، بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي علموها يوم السبت " (7).
(وإذ قالت أمة منهم): جماعة من أهل القرية (لم تعظون قوما الله مهلكهم) بذنوبهم هلاك استيصال (أو معذبهم عذابا شديدا) لتماديهم في العصيان (قالوا معذرة إلى ربكم) يعني: موعظتنا لانهاء (8) عذر إلى الله، حتى لا ينسب إلى تفريط في النهي عن المنكر (ولعلهم يتقون) إذا اليأس لا يحصل إلا بالهلاك.
(فلما نسوا): تركوا ترك الناسي (ما ذكروا به): ما ذكرهم به الواعظون (أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس): شديد (بما كانوا يفسقون).