التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤١١
يتقون) محارم الله مما (1) يأخذ هؤلاء (أفلا تعقلون) فيعلمون ذلك.
(والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين). قال:
" نزلت في آل محمد عليهم السلام وأشياعهم " (2).
(وإذ نتقنا الجبل): قلعناه ورفعناه، وأصله: الجذب. (فوقهم كأنه ظلة):
سقيفة، وهي كل ما أظل. (وظنوا): وتيقنوا (أنه واقع بهم): ساقط عليهم، لان الجبل لا يثبت في الجو، ولأنهم كانوا يوعدون به. (خذوا ماء آتيناكم بقوة): " بعزم من قلوبكم وأبدانكم ". كذا ورد (3) (واذكروا ما فيه لعلكم تتقون). قال: " لما نزل التوراة لم يقبلوه، فرفع الله عليهم طور سيناء، فقال لهم موسى: إن لم تقبلوا وقع عليكم الجبل، فقبلوه وطأطؤا رؤوسهم " (4).
(وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم): أخرج من أصلابهم نسلهم على ما يتوالدون قرن، يعني: نثر حقايقهم بين يدي علمه فاستنطق الحقايق بألسنة قابليات جواهرها وألسن استعدادت ذواتها. (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) أي: ونصب لهم دلائل ربوبيته، وركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار بها حتى صاروا بمنزلة الاشهاد، على طريقة التمثيل، نظير ذلك قوله عز وجل: " إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " (5) وقوله جل وعلا: " فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " (6).

(1) في " ب ": " بما يأخذ ".
(2) القمي 1: 246، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3) العياشي 2: 37، الحديث: 101، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4) القمي 1: 246، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(5) النحل (16): 40.
(6) فصلت (41): 11.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست