التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٨٠
تأدية الرسالة لا أكذب ولا أغير.
(أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم). في إجابة الأنبياء عليهم السلام الكفرة عن كلماتهم الحمقاء بما أجابوا، والاعراض عن مقابلتهم بمثلها، مع علمهم بأنهم أضل الخلق وأسفههم أدب حسن، وحكاية الله ذلك تعليم لعباده كيف يخاطبون السفهاء ويدارونهم.
(واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح) أي: خلفتموهم في الأرض بعد هلاكهم بالعصيان (وزادكم في الخلق بصطة): قامة وقوة. ورد: " كانوا كالنخل الطوال، وكان الرجل منهم ينحو الجبل (1) بيده فيهدم منه قطعة " (2). (فاذكروا آلاء الله) بالشكر. ورد: " أعظم آلاء الله على خلقه ولايتنا " (3). (لعلكم تفلحون). (قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا) من العذاب المدلول عليه بقوله: " أفلا تتقون " (4) (إن كنت من الصادقين).
(قال قد وقع عليكم من ربكم رجس): عذاب، من الإرتجاس، وهو الاضطراب (وغضب): إرادة انتقام.
(أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم): في أشياء ما هي إلا أسماء ليس تحتها مسميات لأنكم سميتموها آلهة، ومعنى الإلهية فيها معدوم، نظيره:
" ما يدعون من دونه من شئ ". (5) (ما نزل الله بها من سلطان): من حجة ولو استحقت للعبادة لكان استحقاقها بإنزال آية من الله ونصب حجة منه (فانتظروا) نزول

(١) ينحو الجبل: يقصده. القاموس المحيط ٤: ٣٩٦ (نحو).
(٢) مجمع البيان ٣ - ٤: ٤٣٧ عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه: " بيديه ".
(٣) الكافي ١: ٢١٧، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4) الآية: 65 من نفس السورة.
(5) العنكبوت (29): 42.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست