التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٨٤
فيحلبونها، فلا يبقى صغير ولا كبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلك، فإذا كان الليل وأصبحوا، غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله، ثم إنهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض وقالوا: اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها، لا نرضى أن يكون لها شرب يوم ولنا شرب يوم، فجعلوا جعلا لرجل أحمر، أشقر، أزرق، ولد زنا لا يعرف له أب، يقال له قدرا، شقي من الأشقياء مشؤوم عليهم، فقتلها وهرب فصيلها، واقتسموا لحمها فيما بينهم، فأوحى الله إلى صالح قل لهم: إني مرسل إليكم عذابي إلى ثلاثة أيام، فإن هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم وصددت عنهم، وإن هم لم يتوبوا بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث، فقالوا: يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين، فقال: يا قوم إنكم تصبحون ووجوهكم مصفرة واليوم الثاني محمرة والثالث مسودة، فجاءهم ما قاله لهم فلم يتوبوا ولم يرجعوا، فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم " (1). هذا ملخص القصة.
(ولوطا): وأرسلنا لوطا. ورد: " انه كان ابن خالة إبراهيم، وكانت سارة امرأة إبراهيم أخته، خرجوا من بلاد نمرود إلى أن نزل إبراهيم بأعلى الشامات وخلف لوطا بأدناها " (2). (إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين).
(إنكم لتأتون الرجال). من أتى المرأة: إذا غشيها. (شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون): متجاوزون الحد في الفساد حتى تجاوزتم المعتاد إلى غير المعتاد. ورد:
" إن إبليس أتى شبانهم في صورة حسنة فيها تأنيث، عليه ثياب حسنة، فأمرهم أن يقعوا

(١) الكافي ٨: ١٨٧ - ١٨٩، الحديث: ٢١٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢) علل الشرايع ٢: ٥٤٩، الباب: ٣٤٠، الحديث: ٤، عن أبي جعفر عليه السلام، والكافي ٨: ٣٧١ - 373، الحديث: 560، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست