تجبه. قال: فاسألوني حتى أدعو إلهي يجبكم الساعة، فقالوا: أدع لنا ربك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء بين جنبيها ميل (1). فقال لهم: لقد سألتموني شيئا يعظم علي ويهون على ربي تعالى، فسأل الله ذلك، فانصدع الجبل صدعا (2) كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذلك، ثم اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة إذا أخذها المخاض، ثم لم يفجأهم (3) إلا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع، فما استتمت رقبتها حتى اجترت (4)، ثم خرج ساير جسدها ثم استوت قائمة على الأرض فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك، أدع لنا يخرج لنا فصيلها (5)، فسأل الله ذلك، فرمت به، فدب (6) حولها. فقال لهم: يا قوم أبقي شئ؟ قالوا: لا، انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك.
قال: فرجعوا، فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا، وقالوا: سحر وكذب. قالوا فانتهوا إلى الجميع، فقال الستة: حق، وقال الجميع: كذب وسحر، فانصرفوا على ذلك، ثم ارتاب من الستة واحد، فكان فيمن عقرها " (7).
وورد: " إن الله أوحى إلى صالح: قل لهم: إن الله قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب (8) يوم ولكم شرب يوم، فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت ذلك اليوم الماء