تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ") (1). والقمي: أصلحها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام، فأفسدوها حين تركوا أمير المؤمنين عليه السلام (2). (وادعوه خوفا) من الرد لقصور أعمالكم وعدم استحقاقكم (وطمعا) في إجابته، تفضلا وإحسانا لفرط رحمته (إن رحمت الله قريب من المحسنين). ترجيح للطمع وتنبيه على ما يتوصل به إلى الإجابة.
(وهو الذي يرسل الرياح بشرا). جمع بشير. (بين يدي رحمته): قدام رحمته، يعني: المطر، فإن الصبا تثير السحاب، والشمال تجمعه، والجنوب تجلبه، والدبور تفرقه. (حتى إذا أقلت): حملت (سحابا): سحائب (ثقالا) بالماء (سقناه لبلد ميت): لاحيائه (فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى) من الأجداث (3) أحياء. (لعلكم تذكرون) فتعلمون أن من قدر على ذلك قدر على هذا.
(والبلد الطيب): الأرض الكريمة التربة (يخرج نباته بإذن ربه) بأمره وتيسيره.
(عبر به من كثرة النبات وحسنه وغزارة نفعه، بقرينة المقابلة. (والذي خبث) كالحرة (4) والسبخة (5) (لا يخرج) نباته (إلا نكدا): قليلا عديم النفع (كذلك نصرف الآيات):
نرددها ونكررها (لقوم يشكرون) نعمة الله، فيتفكرون فيها ويعتبرون بها.
قيل: الآية مثل لمن تدبر الآيات وانتفع بها، ولمن لم يرفع إليها رأسها ولم يتأثر بها. (6) والقمي: مثل للأئمة عليهم السلام يخرج علمهم بإذن ربهم، ولاعدائهم لا يخرج