التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٠٢
(أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون): أو حسبهم ولو كانوا جهلة ضالين.
(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم): احفظوها والزموا صلاحها. (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم). قيل: نزلت لما كان المؤمنون يتحسرون على الكفرة ويتمنون ايمانهم 1. والقمي: أصلحوا أنفسكم ولا تتبعوا عورات الناس ولا تذكروهم، فإنه لا يضركم ضلالتهم إذا كنتم أنتم صالحين 2، وفى رواية: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الآية، فقال: (ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فإذا رأيت دنيا مؤثرة وشحا مطاعا وهوى متبعا واعجاب كل ذي رأى برأيه، فعليك بخويصة 3 نفسك وذر عوامهم) 4.
(إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون). وعد ووعيد للفريقين: على أن أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره.
(يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم): الاشهاد الذي شرع بينكم فيما أمرتم به (إذا حضر أحدكم الموت): إذا شارفه وحضرت أماراته (حين الوصية). فيه تنبيه على أن الوصية مما لا يتهاون فيه. (اثنان): شهادة اثنين (ذوا عدل منكم) قال: (مسلمان) 5.
(أو آخران من غيركم) قال: (من أهل الكتاب فإن لم تجدوا فمن المجوس، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سن في المجوس سنة أهل الكتاب في الجزية، وذلك إذا مات الرجل في أرض غربة فلم يجد مسلمين) 6.
(ان أنتم ضربتم في الأرض): سافرتم (فأصابتكم مصيبة الموت): قاربكم

١ - البيضاوي ٢: ١٧٢.
٢ - القمي ١: ١٨٨ - ١٨٩.
٣ - الخويصة: تصغير الخاصة.
٤ - مجمع البيان ٣ - ٤: ٢٥٤. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه: (وذر الناس وعوامهم).
٥ - العياشي ١: ٣٤٨، الحديث: ٢١٦، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٦ - الكافي ٧: ٤، الحديث: 6، والعياشي 1: 348، الحديث: 218، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست