التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٧٨
وهدى وموعظة للمتقين).
(وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون).
(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق) أي: القرآن (مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه): ورقيبا على سائر الكتب، يحفظه عن التغيير ويشهد له بالصحة والثبات (فاحكم بينهم بما أنزل الله) أي: إليك (ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة): شريعة. وهي الطريقة إلى الماء، شبه بها الدين، لأنه طريق إلى ما هو سبب الحياة الأبدية. (ومنهاجا): وطريقا واضحا. قال: (الشرعة والمنهاج: سبيل وسنة، وأمر كل نبي بالأخذ بالسبيل والسنة. وكان من السبيل والسنة التي أمر الله بهما موسى، أن جعل عليهم السبت) 1.
(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة): جماعة متفقة، على دين واحد (ولكن ليبلوكم في ماء آتاكم) من الشرائع المختلفة المناسبة لكل عصر، هل تعملون بها، مصدقين بوجود الحكمة في اختلافها (فاستبقوا الخيرات): فابتدروها انتهازا للفرصة، وحيازة لقصب السبق والتقدم (إلى الله مرجعكم جميعا). وعد ووعيد للمبادرين والمقصرين. (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) بالجزاء الفاصل بين المحق، والمبطل، والمبادر، والمقصر.
(وأن احكم بينهم بما أنزل الله). قال: (انما كرر الأمر بالحكم بينهم، لأنهما حكمان أمر بهما جميعا، لأنهم احتكموا إليه في زنا المحصن، ثم احتكموا إليه في قتل كان بينهم) 2. (ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك): يصرفوك (عن بعض ماء أنزل الله إليك فان تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم). فيه تنبيه على أن

١ - الكافي ٢: ٢٩، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام.
2 - مجمع البيان 3 - 4: 4 2، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه: (في قتيل كان بينهم).
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست