التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٧٨
" من يكر فله الجنة " (1). (في أخراكم): في ساقتكم وجماعتكم الأخرى (فأثابكم غما بغم): فجازاكم الله عن فشلكم وعصيانكم غما متصلا بغم. ورد: " الغم الأول:
الهزيمة والقتل، والغم الآخر: إشراف " خالد بن الوليد " عليهم " (2). (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم) من الغنيمة (ولا) على (ماء أصابكم) من قتل إخوانكم (والله خبير بما تعملون) (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا): أمنا حتى أخذكم النعاس (يغشى طائفة منكم) وهم المؤمنون حقا. روي: " أنه غشيهم النعاس في المصاف حتى كان السيف يسقط من يد أحدهم فيأخذه ثم يسقط فيأخذه " (3). (وطائفة) وهم المنافقون (قد أهمتهم أنفسهم): أوقعتهم أنفسهم في الهموم. إذ ما بهم إلا هم أنفسهم وطلب خلاصها (يظنون بالله غير الحق): يظنون أن أمر محمد مضمحل وأنه لا ينصر (ظن الجاهلية): ظن أهل الملة الجاهلية، أي: الكفار.
(يقولون هل لنا من الامر من شئ): هل لنا في تدبير (4) أنفسنا وتصريفها اختيار؟
(قل إن الامر كله لله) يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك): يظهرون أنهم مسترشدون طالبون النصر، ويبطنون الانكار والتكذيب (يقولون لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا): لن نبرح من المدينة بل أقمنا فيها، ما غلبنا وما قتل من قتل منا في هذه المعركة. (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم): إلى مصارعهم ولم ينفع الإقامة بالمدينة (وليبتلي الله ما في صدوركم): وليمتحن الله ويظهر سرايركم من الاخلاص والنفاق فعل ما فعل.

١ - الكشاف ١: ٤٧١، والبيضاوي ٢: ٤٨.
٢ - القمي ١: ١٢٠، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - البيضاوي ٢: ٤٨، والكشاف ١: ٤٧١، عن أبي طلحة، والدر المنثور ٢: ٣٥٣، والسنن للترمذي 4: 297، الحديث: 4095.
4 - في " ب " و " ج ": " من تدبير ".
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست