التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٦٢
" إن موضع البيت بكة، والقرية مكة " (1). وورد: " لما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن متن الماء حتى صار موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته، وهو قول الله عز وجل: " إن أول بيت " الآية " (2). (مباركا): كثير الخير والنفع لمن حجه واعتمره واعتكف عنده، وطاف حوله، وقصد نحوه من مضاعفة الثواب وتكفير الذنوب ونفي الفقر وكثرة الرزق.
(وهدى للعلمين) لأنه قبلتهم ومتعبدهم.
(فيه آيات بينت) كقهره لمن تعرض له من الجبابرة بسوء كأصحاب الفيل (مقام إبراهيم) أي: منها مقام إبراهيم. ورد: إنه سئل ما هذه الآيات البينات؟ فقال:
" مقام إبراهيم حيث قام عليه الحجر، فأثرت فيه قدماه، والحجر الأسود، ومنزل إسماعيل " (3).
أقول: أما كون المقام آية، فلما ذكر، ولارتفاعه بإبراهيم عليه السلام حتى كان أطول من الجبال، كما يأتي ذكره في سورة الحج إن شاء الله، وأما كون الحجر الأسود آية، فلتنطقه لبعض الأنبياء والأوصياء كآدم والسجاد عليهما السلام على ما ورد (4)، ولعدم إطاعته لغير المعصوم في نصبه في موضعه، وأما كون منزل إسماعيل آية، فلانه أنزل به، وكان بلا ماء، فنبع له الماء، وإنما خص المقام بالذكر في القرآن وطوى ذكر غيره، لأنه أظهر آياته اليوم للناس.
(ومن دخله كان آمنا) قال: " من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن من

١ - علل الشرايع ٢: ٣٩٧، الباب: ١٣٧، الحديث: ٣، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - من لا يحضره الفقيه ٢: ١٥٦، الحديث: ٦٧٠، والكافي ٤: ١٨٩، الحديث: ٧، والعياشي ١: ١٨٦، الحديث: ٩١، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - الكافي ٤: ٢٢٣، الحديث: ١، والعياشي ١: ١٨٧، الحديث: ٩٩، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٤ - راجع: الكافي ١: ٣٤٨، الحديث: 5، وعلل الشرايع 2: 429، الباب: 164، الحديث: 1، الخرايج والجرايح: 194، والبحار 46: 22 و 29 الحديث: 20، و 111، الحديث: 2.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست