تؤاخذ على الأمر الذي تلام عليه، وفى قوله الرطب إيغال حسن. وقيل يمدح رجلا بأنه برئ من أن يضاد على سوء ولؤم فيه، ومن أن يمشى بالسعاية والنميمة الناس وإنما جعل رطبا ليدل على الندخين الذي هو زيادة الشر.
(ماذا أردت إلى شتمي ومنقصتي * أم ما تعير من حمالة الحطب) غراء شادخة في المجد غرتها * كانت سليلة شيخ ثابت الحسب) في سورة تبت عند قوله تعالى (حمالة الحطب) قيل عير بعض الناس الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بحمالة الحطب فرد عليه بهذين البيتين; وقيل قال معاوية لعقيل بن أبي طالب: ما حال عمك أبى لهب؟ قال:
في النار مفترش عمتك حمالة الحطب. وإلى شتمي متعلق بمحذوف: أي مائلا إلى شتمي; ويجوز أن يكون متعلقا بأردت على تضمين معنى ملت فيكون ماذا في محل المصدر: أي أي شئ أردت منتهيا إلى شتمي، وفيه مبالغة حيث جعله نهاية إرادته وقصاراها وشدوخ الغرة اتساعها إلى الأنف من غير إصابة العينين وتكون في العتاق تقول منه شدخت الغرة إذا اتسعت في الوجه.
حرف التاء (وإذا العذارى بالدخان تقنعت * واستعجلت نصب القدور فملت درت بأرزاق العفاة مغالق * بيدي من قمع العشار الجلة) في سورة البقرة عند قوله تعالى (ولهم فيها أزواج مطهرة) وقرئ مطهرات، يقال النساء فعلت وفعلن والنساء فاعلات وفواعل فالجمع على اللفظ والإفراد على تأويل الجماعة والبيت من الحماسة. قوله ملت: أي خبزت المليل: وهو أن تجعل العجين في الرماد الحار حتى يدرك ويؤكل. والقمع جمع قمعة وهى قطعة السنام. والمغالق بالغين المعجمة من سهام الميسر التي تغلق الخطر فتوجه للفائز المقام كما يغلق الرهن المستحق. والجلة العظام السمان; ولقد بالغ في وصف نفسه بحسن التفقد للضيوف والزوار من وجوه عديدة كما ترى. والبيت لسلم بن ربيعة بن جفنة من قصيدة أولها:
حلت تماضر غربة فاحتلت * فلجا وأهلك باللوى فالحلة زعمت تماضر أنني أنا إن أمت يسدد أبينوها الأصاغر خلتي تربت يداك وهل رأيت لقومه * مثلي على يسرى وحين تعلتى رجلا إذا ما النائبات غشينه * أكفى لمعضلة وإن هي جلت ومناخ نازلة كفيت وفارس * نهلت قناتي من مطاة وعلت وبعده البيتان، وبعدهما:
ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها * وكفيت جانبها اللتيا والتي وصفحت عن ذو جهلها ورفدتها * تضحى ولم تصب العشيرة زلتي (لا تعدلين أتاويين تضربهم * نكباء صر يا صحاب المحلات) في سورة آل عمران عند قوله تعالى (كمثل ريح فيها صر) عدلت فلانا بفلان إذا سويت بينهما وهذا مما حذف