شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٠٤
ثم قال: فالثانية مرتبطة بالأولى إذا لم يستعمل العالم علمه استنكف الجاهل من التعلم، وذلك لان الجاهل إذا رأى العالم يعصى ويجاهر الله بالفسق زهد في التعلم، وقال: لماذا تعلم العلم إذا كانت ثمرته الفسق والمعصية.
ثم قال: والرابعة مرتبطة بالثالثة، إذا بخل الغنى بمعروفه، باع الفقير آخرته بدنياه، وذلك لأنه إذا عدم الفقير المواساة مع حاجته إلى القوت دعته الضرورة إلى الدخول في الحرام، والاكتساب من حيث لا يحسن، وينبغي أن يكون عوض لفظة جواد لفظة غنى ليطابق أول الكلام آخره، إلا أن الرواية هكذا وردت، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفي ضمير اللفظ كون ذلك الجواد غنيا، لأنه قد جعل له معروفا والمعروف لا يكون إلا عن ظهر غنى، وباقي الفصل قد سبق شرح أمثاله.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست