موجودا فيها نزعها ولم يغفل عنها، فما أحسن ما قال المتنبي:
ومن جهلت نفسه قدره * رأى غيره منه ما لا يرى (1) وأما التيه وماهيته فهو قريب من العجب، لكن المعجب يصدق نفسه وهما فيما يظن بها، والتياه يصدقها قطعا، كأنه متحير في تيه. ويمكن أن يفرق بينهما بأمر آخر، ويقول: إن المعجب قد يعجب بنفسه ولا يؤذى أحدا بذلك الاعجاب، والتياه يضم إلى الاعجاب الغض من الناس والترفع عليهم، فيستلزم ذلك الأذى لهم، فكل تائه معجب، وليس كل معجب تائها.