شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٨٢
(163) الأصل:
من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها.
* * * الشرح:
قد تقدم لنا قول كاف في المشورة مدحا وذما.
وكان عبد الملك بن صالح الهاشمي يذمها ويقول: ما استشرت واحدا قط إلا تكبر على وتصاغرت له، ودخلته العزة ودخلتني الذلة، فإياك والمشورة وإن ضاقت عليك المذاهب، واشتبهت عليك المسائل، وأداك الاستبداد إلى الخطأ الفادح.
وكان عبد الله بن طاهر يذهب إلى هذا المذهب، و يقول: ما حك جلدك مثل ظفرك، ولإن أخطئ مع الاستبداد ألف خطأ، أحب إلى من أن أستشير وأرى بعين النقص والحاجة.
وكان يقال: الاستشارة إذاعة السر، و مخاطرة بالامر الذي ترومه بالمشاورة، فرب مستشار أذاع عنك ما كان فيه فساد تدبيرك.
وأما المادحون للمشورة فكثير جدا. وقالوا: خاطر من استبد برأيه.
وقالوا: المشورة راحة لك، وتعب على غيرك.
وقالوا: من أكثر من المشورة لم يعدم عند الصواب مادحا، وعند الخطأ عاذرا.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407