شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٩١
(169) الأصل:
الاعجاب يمنع من الازدياد.
* * * الشرح:
قد تقدم لنا قول مقنع في العجب، وإنما قال (عليه السلام): " يمنع من الازدياد " لان المعجب بنفسه ظان أنه قد بلغ الغرض، وإنما يطلب الزيادة من يستشعر التقصير لا من يتخيل الكمال، وحقيقة العجب ظن الانسان بنفسه استحقاق منزلة هو غير مستحق لها، ولهذا قال بعضهم لرجل رآه معجبا بنفسه: يسرني أن أكون عند الناس مثلك في نفسك، وإن أكون عند نفسي مثلك عند الناس، فتمنى حقيقة ما يقدره ذلك الرجل، ثم تمنى أن يكون عارفا بعيوب نفسه، كما يعرف الناس عيوب ذلك الرجل المعجب بنفسه.
وقيل للحسن: من شر الناس؟ قال: من يرى أنه خيرهم.
وقال بعض الحكماء: الكاذب في نهاية البعد من الفضل والمرائي أسوأ حالا من الكاذب، لأنه يكذب فعلا، وذاك يكذب قولا، والفعل آكد من القول، فأما المعجب بنفسه فأسوء حالا منهما، لأنهما يريان نقص أنفسهما ويريدان إخفاءه، والمعجب بنفسه قد عمى عن عيوب نفسه فيراها محاسن ويبديها.
وقال هذا الحكيم أيضا: ثم إن المرائي والكاذب قد ينتفع بهما كملاح خاف
(٣٩١)
مفاتيح البحث: المنع (2)، الخوف (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407