شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٢١
(125) الأصل:
عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينك * * * الشرح:
لا نسبة للمخلوق إلى الخالق أصلا وخصوصا البشر، لأنهم بالنسبة إلى فلك القمر كالذرة، ونسبة فلك القمر كالذرة بالنسبة إلى قرص الشمس، بل هم (1) دون هذه النسبة مما (2) يعجز الحاسب الحاذق عن حساب ذلك، وفلك القمر بالنسبة إلى الفلك المحيط دون هذه النسبة، ونسبة الفلك المحيط إلى البارئ سبحانه كنسبة العدم المحض والنفي الصرف إلى الموجود البائن، بل هذا القياس أيضا غير صحيح، لان المعدوم يمكن أن يصير موجودا بائنا، والفلك لا يتصور أن يكون صانع العالم الواجب الوجود لذاته.
وعلى الجملة فالامر أعظم من كل عظيم، وأجل من كل جليل، ولا طاقة للعقول و الأذهان أن تعبر عن جلالة ذلك الجناب وعظمته، بل لو قيل، إنها لا طاقة لها أن تعبر عن جلال مصنوعاته الأولى المتقدمة علينا بالرتبة العقلية والزمانية لكان ذلك القول حقا وصدقا، فمن هو المخلوق ليقال: إن عظم الخالق يصغره في العين، ولكن كلامه (عليه السلام) محمول على مخاطبة العامة الذين تضيق أفهامهم عما ذكرناه

(1) ساقط من ا، ب.
(2) ب: " بما "
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407