شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٢٣
وفي وصية النبي (صلى الله عليه وآله) أبا ذر رضي الله عنه: زر القبور تذكر بها الآخرة ولا تزرها ليلا، وغسل الموتى يتحرك قلبك، فإن الجسد الخاوي (1) عظة بليغة، وصل على الموتى فإن ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله.
وجد على قبر مكتوبا:
مقيم إلى أن يبعث الله خلقة * لقاؤك لا يرجى وأنت رقيب تزيد بلى في كل يوم وليلة * وتنسى كما تبلى وأنت حبيب وقال الحسن (عليه السلام): مات صديق لنا صالح، فدفناه ومددنا على القبر ثوبا، فجاء صله بن أشيم، فرفع طرف الثوب ونادى: يا فلان إن تنج منها تنج من ذي عظيمة * وإلا فإني لا إخالك ناجيا وفي الحديث المرفوع، أنه (عليه السلام) كان إذا تبع الجنازة أكثر الصمات (2)، ورئى عليه كآبة ظاهرة، وأكثر حديث النفس.
سمع أبو الدرداء رجلا يقول في جنازة: من هذا؟ فقال أنت، فإن كرهت فأنا.
سمع الحسن (عليه السلام) امرأة تبكي خلف جنازة، وتقول: يا أبتاه، مثل يومك لم أره! فقال: بل أبوك مثل يومه لم يره.
وكان مكحول إذا رأى جنازة قال: اغد فإنا رائحون.
وقال ابن شوذب: اطلعت امرأة صالحة في لحد فقالت لامرأة معها: هذا كندوج العمل - يعنى خزانته. وكانت تعطيها الشئ بعد الشئ تأمرها أن تتصدق به، فتقول:
اذهبي فضعي هذا في كندوج العمل.

(1) الخاوي: الخالي من الروح.
(2) الصمات، مصدر صمت.
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407