شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٠٢
لا يذكر لأبيه شيئا، وكان يقود أباه إلى المسجد وقد ذهب بصره، فقال له أبوه يوما:
أذهبت إلى عمك؟ قال: نعم، وسكت فعرف حين سكت أنه لن يجد عند عمه ما يحب. فقال له: يا بنى ألا تخبرني ما قال لك؟ قال: أيفعل أبو هاشم - وكانت كنية المغيرة - فربما فعل، ولكن اغد غدا إلى السوق فخذ لي عينه، فغدا عبد الله فتعين عينه من السوق لأبيه وباعها، فأقام أيام لا يبيع أحد في السوق طعاما ولا زيتا غير عبد الله بن أبي بكر من تلك العينة، فلما فرغ أمره أبوه أن يدفعها إلى الأسديين فدفعها إليهم.
وكان أبو بكر خصيصا بعبد الملك بن مروان، وقال عبد الملك لابنه الوليد لما حضرته الوفاة: إن لي بالمدينة صديقين فاحفظني فيهما: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وكان يقال: ثلاثة أبيات من قريش توالت بالشرف خمسة خمسة، وعدوا منها أبا بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة.
قالوا: ومنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، كان أجود الناس بالمال، وأطعمهم للطعام، وكانت عينه أصيبت مع مسلمة بن عبد الملك في غزوة الروم، وكان المغيرة ينحر الجزور، ويطعم الطعام حيث نزل ولا يرد أحدا، فجاء قوم من الاعراب فجلسوا على طعامه، فجعل أحدهم يحد النظر إليه، فقال له المغيرة مالك تحد النظر إلى! قال: إني ليريبني عينك وسماحك بالطعام، قال ومم ارتبت؟ قال: أظنك الدجال، لأنا روينا أنه أعور، وأنه أطعم الناس للطعام، فقال المغيرة: ويحك! إن الدجال لا تصاب عينه في سبيل الله. وللمغيرة يقول الأقيشر الأسدي لما قدم الكوفة فنحر الجزر وبسط الأنطاع وأطعم الناس، وصار صيته في العرب:
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407