فمن للركب إذ أمسوا طروقا * وغلقت البيوت فلا هشاما وأوحش بطن مكة بعد أنس * ومجد كان فيها قد أقاما فلم أر مثله في أهل نجد * ولا فيمن بغورك يا تهاما * * * قال الزبير: وكان فارس قريش في الجاهلية هشام بن المغيرة، وأبو لبيد بن عبدة ابن حجرة بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، وكان يقال لهشام: فارس البطحاء، فلما هلكا كان فارسي قريش بعدهما عمرو بن عبد العامري المقتول يوم الخندق، وضرار ابن الخطاب المحاربي، الفهري ثم هبيرة بن أبي وهب وعكرمة بن أبي جهل المخزوميان.
قالوا: وكان عام مات هشام تاريخا، كعام الفيل وعام الفجار، وعام بنيان الكعبة.
وكان هشام رئيس بنى مخزوم يوم الفجار.
قالوا: ومنا أبو جهل بن هشام، واسمه عمرو، وكنيته أبو الحكم وإنما كناه " أبا جهل " رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان سيدا أدخلته قريش دار الندوة فسودته وأجلسته فوق الجلة من شيوخ قريش، وهو غلام لم يطر شاربه، وهو أحد من ساد على الصبا. والحارث بن هشام أخو أبى جهل كان شريفا مذكورا، وله يقول كعب ابن الأشرف اليهودي الطائي:
نبئت أن الحارث بن هشام * في الناس يبنى المكرمات ويجمع (1) ليزور يثرب (*) بالجموع وإنما * يبنى على الحسب القديم الأروع وهو الذي هاجر من مكة إلى الشام بأهله وماله في خلافة عمر بن الخطاب، فتبعه أهل مكة يبكون، فرق وبكى وقال: إنا لو كنا نستبدل دارا بدار، وجارا