شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣٠١
بجار، ما أردنا بكم بدلا، ولكنها النقلة إلى الله عز وجل فلم يزل حابسا نفسه ومن معه بالشام مجاهدا حتى مات.
قال الزبير: جاء الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب فجلسا عنده وهو بينهما، فجعل المهاجرون الأولون والأنصار يأتون عمر فينحيهما ويقول: هاهنا يا سهيل، هاهنا يا حارث! حتى صارا في آخر الناس، فقال الحارث لسهيل ألم تر ما صنع بناء عمر اليوم! فقال سهيل: أيها الرجل، إنه لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعى القوم ودعينا، فأسرعوا وأبطأنا. فلما قاما من عند عمر أتياه في غد فقالا له: قد رأينا ما صنعت بالأمس، وعلمنا أنا أتينا من أنفسنا فهل من شئ نستدرك به؟
فقال: لا أعلم إلا هذا الوجه - وأشار لهما إلى ثغر الروم فخرجا إلى الشام، فجاهدا بها حتى ماتا.
قالوا: ومنا عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة وكان شريفا سيدا، وهو الذي قال لمعاوية لما قتل حجر بن عدي وأصحابه أين عزب منك حلم أبي سفيان، ألا حبستهم في السجون، وعرضتهم للطاعون! فقال حين غاب عنى مثلك من قومي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام هو الذي رغب فيه عثمان بن عفان وهو خليفة فزوجه ابنته.
قالوا: ومنا أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، كان سيدا جوادا وفقيها عالما، وهو الذي قدم عليه بنو أسد بن خزيمة يسألونه في دماء كانت بينهم، فاحتمل عنهم أربعمائة بعير دية أربعة من القتلى، ولم يكن بيده مال، فقال لابنه عبد الله بن أبي بكر: اذهب إلى عمك المغيرة بن عبد الرحمن فأساله المعونة، فذهب عبد الله إلى عمه فذكر له ذلك، فقال المغيرة: لقد أكبر علينا أبوك، فانصرف عنه عبد الله وأقام أياما
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407