شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٤٦
(89) الأصل:
إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
* * * الشرح:
لو قال: إنها تمل كما تمل الأبدان، فأحمضوا (1) كما نقل عن غيره لحمل ذلك على أنه أراد نقلها إلى الفكاهات والاخبار والاشعار، ولكنه لم يقل ذلك، ولكن قال:
" فابتغوا لها طرائف الحكمة "، فوجب أن يحمل كلامه (عليه السلام) على أنه أراد أن القلوب تمل من الأنظار العقلية، في البراهين الكلامية على التوحيد والعدل، فابتغوا لها عند ملالها طرائف الحكمة، أي الأمثال الحكمية الراجعة إلى الحكمة الخلقية، كما نحن ذاكروه في كثير من فصول هذا الباب، مثل مدح الصبر، والشجاعة، والزهد والعفة، وذم الغضب والشهوة، والهوى، وما يرجع إلى سياسة الانسان نفسه، وولده، ومنزله، وصديقه، وسلطانه ونحو ذلك فإن هذا علم آخر وفن آخر، لا تحتاج القلوب فيه إلى فكر واستنباط، فتتعب وتكل بترادف النظر والتأمل عليها، وفيه أيضا لذه عظيمه للنفس.
وقد جاء في إجمام النفس كثير.
قال بعضهم روحوا القلوب برواتع (2) الذكر.

(1) يقال: أحمض القوم إحماضا، إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الحديث والكلام، كما يقال: فكه ومتفكه.
(2) د: " تعي ".
(٢٤٦)
مفاتيح البحث: الغضب (1)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407