(77) الأصل:
خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن.
قال الرضى رحمه الله تعالى - وقد قال على (عليه السلام) في مثل ذلك: الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق.
* * * الشرح:
خطب الحجاج فقال إن الله أمرنا بطلب الآخرة وكفانا مئونة الدنيا فليتنا كفينا مئونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا!
فسمعها الحسن فقال: هذه ضالة المؤمن خرجت من قلب المنافق.
وكان سفيان الثوري يعجبه كلام أبى حمزه الخارجي ويقول: ضالة المؤمن على لسان المنافق تقوى الله أكرم سريره وأفضل ذخيرة منها ثقة الواثق وعليها مقه الوامق.
ليعمل كل امرئ في مكان نفسه وهو رخي اللبب طويل السبب ليعرف ممد يده وموضع قدمه وليحذر الزلل والعلل المانعة من العمل. رحم الله عبدا آثر التقوى واستشعر شعارها واجتنى ثمارها باع دار البقاء بدار الآباد الدنيا كروضة يونق مرعاها وتعجب من رآها تمج عروقها الثرى وتنطف فروعها بالندى حتى إذا بلغ العشب إناه وانتهى الزبرج منتهاه ضعف العمود وذوي العود وتولى من الزمان ما لا يعود، فحتت الرياح الورق، وفرقت ما كان اتسق، فأصبحت هشيما، وأمست رميما.