فأما ضرار بن ضمرة فإن الرياشي روى خبره، ونقلته أنا من كتاب عبد الله بن إسماعيل بن أحمد الحلبي في " التذييل على نهج البلاغة "،،، قال: دخل ضرار على معاوية - وكان ضرار من صحابة على (عليه السلام) - فقال له معاوية: يا ضرار، صف لي عليا، قال: أو تعفيني! قال: لا أعفيك، قال: ما أصف منه! كان (1) والله شديد القوى، بعيد المدى، يتفجر العلم من أنحائه، والحكمة من أرجائه، حسن المعاشرة، سهل المباشرة خشن المأكل قصير الملبس، غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألنا، ويبتدئنا إذا سكتنا، ونحن مع تقريبه لنا أشد ما يكون صاحب لصاحب هيبة، لا نبتدئه الكلام لعظمته، يحب المساكين، ويقرب أهل الدين، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه... وتمام الكلام مذكور في الكتاب.
وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب،، الاستيعاب،، هذا الخبر، فقال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن مالك بن عائد قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة البغدادي بمصر. وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، قال:
حدثنا العكلي، عن الحرمازي، عن رجل من همدان، قال: قال معاوية لضرار الضبابي (2):
يا ضرار صف لي عليا، قال: اعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتصفنه، قال: أما إذ لابد من وصفه، فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، [وكان] (3) غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن. كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استفتيناه، ونحن والله