شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢٢٢
(73) الأصل:
كل معدود منقض، وكل متوقع آت.
* * * الشرح:
الكلمة الأولى تؤكد مذهب جمهور المتكلمين في أن العالم كله لابد أن ينقضي ويفنى، ولكن المتكلمين الذاهبين إلى هذا القول لا يقولون: يجب ان يكون فانيا ومنقضيا لأنه معدود، فإن ذلك لا يلزم، ومن الجائز أن يكون معدودا ولا يجب فناؤه، ولهذا قال أصحابنا: إنما علمنا أن العالم يفنى عن طريق السمع لا من طريق العقل، فيجب أن يحمل كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) على ما يطابق ذلك، وهو أنه أو ليس يعنى أن العدد علة في وجوب الانقضاء، كما يشعر به ظاهر لفظه، وهو الذي يسميه أصحاب أصول الفقه إيماء، وإنما مراده (1) كل معدود فاعلموا أنه فان ومنقض، فقد حكم على كل معدود بالانقضاء حكما مجردا عن العلة، كما لو قيل: زيد قائم، أو ليس يعنى أنه قائم، لأنه يسمى زيدا.
فأما قوله: " وكل متوقع آت " فيماثله قول العامة في أمثالها: " لو انتظرت القيامة لقامت "، والقول في نفسه حق، لان العقلاء لا ينتظرون ما يستحيل وقوعه، وإنما ينتظرون ما يمكن وقوعه، وما لابد من وقوعه، فقد صح أن كل منتظر سيأتي.

(1) ا: " ومراده ".
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407