وقال بعض الحكماء: ألا ترون ذا الغنى ما أدوم نصبه، وأقل راحته، وأخس من ماله حظه، وأشد من الأيام حذره، وأغرى الدهر بنقصه وثلمه! ثم هو بين سلطان يرعاه، وحقوق تسترعيه، وأكفاء ينافسونه، وولد يودون موته، قد بعث الغنى عليه من سلطانة العناء، ومن أكفائه الحسد، ومن أعدائه البغي، ومن ذوي الحقوق الذم، ومن الولد الملالة وتمنى الفقد، لا كذي البلغة قنع فدام له السرور، ورفض الدنيا فسلم من الحسد، ورضى بالكفاف فكفى الحقوق.
(١٩١)