شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٩٠
(54) الأصل:
الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة.
* * * الشرح:
قد تقدم لنا قول مقنع في الفقر والغنى ومدحهما وذمهما على عادتنا في ذكر الشئ ونقيضه، ونحن نذكر هاهنا زيادة على ذلك.
قال رجل لبقراط (1): ما أشد فقرك أيها الحكيم؟ قال: لو عرفت راحة الفقر لشغلك التوجع لنفسك عن التوجع لي، الفقر ملك أو ليس عليه محاسبة.
وكان يقال: أضعف الناس من لا يحتمل الغنى.
وقيل للكندي: فلان غنى، فقال: أنا أعلم أن له مالا، ولكني لا أعلم: أغنى هو أم لا! لأنني لا أدرى كيف يعمل في ماله!
قيل لابن عمر: توفى زيد بن ثابت وترك مائة ألف درهم، قال: هو تركها لكنها لم تتركه.
وقالوا: حسبك من شرف الفقر أنك لا ترى أحدا يعصى الله ليفتقر، أخذة الشاعر فقال:
يا عائب الفقر ألا تزدجر * عيب الغنى أكبر لو تعتبر إنك تعصى الله تبغى الغنى * وليس تعصى الله كي تفتقر.
وكان يقال: الحلال يقطر، والحرام يسيل.

(1) ا: " سقراط ".
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407