شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٨٦
وحتى يكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمره في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين وما أدى العبد فرائض الله تعالى حتى عقل عنه ولا يبلغ جميع العابدين في عباداتهم ما يبلغه العاقل، والعقلاء هم أولوا الألباب، الذين قال الله تعالى عنهم: (وما يذكر إلا أولوا الألباب).
قال أبو العباس: وقال رجل من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) له وقد سمعه يقول، بل يروى (1) مرفوعا: إذا بلغكم عن رجل حسن الحال فانظروا في حسن عقله، فإنما يجازى بعقله.
يا بن رسول الله، إن لي جارا كثير الصدقة، كثير الصلاة، كثير الحج، لا بأس به! فقال: كيف عقله؟ فقال: أو ليس له عقل، فقال: لا يرتفع بذاك منه.
وعنه (عليه السلام) ما بعث الله نبيا إلا عاقلا، وبعض النبيين أرجح من بعض، وما استخلف داود سليمان (عليه السلام) حتى اختبر عقله، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فمكث في ملكه ثلاثين سنة.
وعنه مرفوعا: صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله.
وعنه مرفوعا: إنا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم.
قال أبو العباس: وسئل أبو عبد الله (عليه السلام): ما العقل؟ فقال: ما عبد به الرحمن، واكتسبت به الجنان.
قال: وقال أبو عبد الله: سئل الحسن بن علي (عليه السلام) عن العقل، فقال: التجرع للغصة، ومداهنة الأعداء.
قلت: هذا كلام الحسن (عليه السلام) وأنا أقطع بذلك.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407