شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١١١
تطلب النصر إلا من حيث عودته من العفو، فإن قتلت فلك نظراء، وإن عفوت فلا نظير لك. قال: قد عفوت، فاذهب آمنا.
ضل الأعشى في طريقه، فأصبح بأبيات علقمة بن علاثة، فقال قائده، وقد نظر إلى قباب الأدم: وا سوء صباحاه يا أبا بصير! هذه والله أبيات علقمة، فخرج فتيان الحي، فقبضوا على الأعشى، فأتوا به علقمة فمثل بين يديه، فقال: الحمد لله الذي أظفرني بك من غير ذمة ولا عقد، قال الأعشى: أو تدرى لم ذلك جعلت فداك! قال: نعم لأنتقم اليوم منك بتقوالك على الباطل مع إحساني إليك، قال: لا والله، ولكن أظفرك الله بي ليبلو قدر حلمك في. فأطرق علقمة، فاندفع الأعشى فقال:
أعلقم قد صيرتني الأمور إليك * وما كان بي منكص (1) كساكم علاثة أثوابه * وورثكم حلمه الأحوص فهب لي نفسي فدتك النفوس * فلا زلت تنمي ولا تنقص.
فقال: قد فعلت، أما والله لو قلت في بعض ما قلته في عامر بن عمر، لأغنيتك طول حياتك، ولو قلت في عامر بعض ما قلته في ما أذاقك برد الحياة.
قال معاوية لخالد بن معمر السدوسي: على ماذا أحببت عليا قال على ثلاث:
حلمه إذا غضب، وصدقه إذا قال، ووفاؤه إذا وعد.

(1) ديوانه 231.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407