شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١٠٩
(11) الأصل:
إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه.
* * * الشرح:
قد أخذت أنا هذا المعنى، فقلت في قطعة لي:
إن الأماني أكساب الجهول فلا * تقنع بها واركب الأهوال والخطرا واجعل من العقل جهلا واطرح نظرا * في الموبقات ولا تستشعر الحذرا وإن قدرت على الأعداء منتصرا * فاشكر بعفوك عن أعدائك الظفرا وقد تقدم لنا كلام طويل في الحلم والصفح والعفو.
ونحن نذكر هاهنا زيادة على ذلك: شجر بين أبى مسلم وبين صاحب مرو كلام أربى فيه صاحب مرو عليه، وأغلظ له في القول، فاحتمله أبو مسلم، وندم صاحب مرو، وقام بين يدي أبى مسلم معتذرا، وكان قال له في جملة ما قال يا لقيط! فقال أبو مسلم:
مه! لسان سبق، ووهم أخطأ، والغضب شيطان وأنا جرأتك على باحتمالك قديما، فان كنت للذنب معتذرا، فقد شاركتك فيه، وإن كنت مغلوبا فالعفو يسعك.
فقال صاحب مرو: أيها الأمير، إن عظم ذنبي يمنعني من الهدوء فقال أبو مسلم: يا عجبا!
أقابلك بإحسان، وأنت مسئ، ثم أقابلك بإساءة وأنت محسن! فقال: الان وثقت بعفوك.
وأذنب بعض كتاب المأمون ذنبا، وتقدم إليه ليحتج لنفسه، فقال: يا هذا، قف
(١٠٩)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الغضب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407