(14) الأصل:
إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر.
* * * الشرح:
قد سبق القول في الشكر، ونحن نذكر هاهنا زيادة على ذلك.
قال بعضهم: ما شيبتني السنون، بل شكري من احتاج أن أشكره.
وقالوا: العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى.
وقالوا: من سعادة المرء أن يضع معروفه عند من يشكره.
ومن جيد ما قيل في الشكر قول أبى نواس:
قد قلت للعباس معتذرا * من ضعف شكريه ومعترفا (1) أنت امرؤ حملتني نعما (2) * أوهت قوى شكري فقد ضعفا فإليك منى اليوم معذرة (3) * جاءتك بالتصريح منكشفا لا تسدين إلى عارفة * حتى أقوم بشكر ما سلفا وقال البحتري:
فإن أنا لم اشكر لنعماك جاهدا * فلا نلت نعمى بعدها توجب الشكرا (4).