شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ١١٠
مكانك، فإنما هو عذر أو يمين، فقد وهبتهما لك، وقد تكرر منك ذلك، فلا تزال تسئ ونحسن، وتذنب ونغفر، حتى يكون العفو هو الذي يصلحك!
وكان يقال: أحسن أفعال القادر العفو، وأقبحها الانتقام.
وكان يقال: ظفر الكريم عفو، وعفو (1) اللئيم عقوبة.
وكان يقال: رب ذنب مقدار العقوبة عليه إعلام المذنب به، ولا يجاوز به حد الارتفاع إلى الايقاع وكان يقال: ما عفا عن الذنب من قرع به.
ومن الحلم الذي يتضمن كبرا مستحسنا، ما روى أن مصعب بن الزبير لما ولى العراق عرض الناس ليدفع إليهم أرزاقهم، فنادى مناديه: أين عمرو بن جرموز؟ فقيل له:
أيها الأمير، إنه أبعد في الأرض، قال: أو ظن الأحمق أنى أقتله بأبي عبد الله! قولوا له:
فليظهر آمنا، وليأخذ عطاءه مسلما.
وأكثر رجل من سب الأحنف وهو لا يجيبه، فقال الرجل: ويلي عليه! والله ما منعه من جوابي إلا هواني عنده!
وقال لقيط بن زرارة:
فقل لبني سعد ومالي وما لكم * ترقون منى ما استطعتم وأعتق أغركم أنى بأحسن شيمة * بصير وأنى بالفواحش أخرق!
وأنك قد ساببتني فقهرتني * هنيئا مريئا أنت بالفحش أحذق وقال المأمون لإبراهيم بن المهدى لما ظفر به: إني قد شاورت في أمرك، فأشير على بقتلك، إلا أنى وجدت قدرك فوق ذنبك، فكرهت قتلك للازم حرمتك. فقال إبراهيم يا أمير المؤمنين، إن المشير أشار بما تقتضيه السياسة، وتوجيه العادة، إلا أنك أبيت أن

(1) من د: " وظفر ".
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407