شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٠١
سعد بن النعمان بن أكال أخو بنى عمرو بن عوف معتمرا، ومعه امرأة (1) له، وكان شيخا كبيرا لا يخشى ما صنع (2) به أبو سفيان وقد عهد قريشا ألا يعرض لحاج ولا معتمر (3)، فعدا عليه أبو سفيان، فحبسه بمكة بابنه عمرو بن أبي سفيان، وأرسل إلى قوم بالمدينة هذا الشعر أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه * تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا فإن بنى عمرو لئام أذلة * لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا فمشى بنو عمرو بن عوف حين بلغهم الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فأخبروه بذلك، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان ليفكوا به صاحبهم، فأعطاهم إياه، فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلى سبيل سعد وقال حسان بن ثابت يجيب أبا سفيان:
ولو كان سعد يوم مكة مطلقا * لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلى بعضب حسام أو بصفراء نبعه * تحن إذا ما أنبضت تحفز التبلا (4) وأبو العاص بن الربيع، أسره خراش بن الصمة، فقدم في فدائه عمرو بن أبي الربيع أخوه، وحليف لهم، يقال له أبو ريشة افتداه عمرو بن الربيع أيضا وعمرو بن الأزرق افتكه عمرو بن الربيع أيضا، وكان قد صار في سهم تميم مولى خراش بن الصمة، وعقبة بن الحارث الحضرمي أسره عمارة بن حزم، فصار في القرعة لأبي بن كعب، افتداه عمرو بن أبي سفيان بن أمية، وأبو العاص بن نوفل بن عبد شمس، أسره عمار بن ياسر قدم في فدائه ابن عمه فهؤلاء ثمانية.

(1) ابن هشام: (مرية).
(2) ابن هشام: (ما صنع به).
(3) ابن هشام: لا يعرفون لأحد جاء حاجا أو معتمرا إلا بخير).
(4) العضب: السيف القاطع، وكذلك الحسام. وصفراء أراد بها قوسا. والنبعة: شجرة تنبت بالجبال، تصنع منها القسي. وتحن: تصوت. وأنبضت: مد وترها. والإنباض: أن يحرك وتر القوس ويمد. والخبر في سيرة ابن هشام 2: 294، 295.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست