شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٨
انظر، فضرب الله على أذني، فما أيقظني الا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، فأخبرته الخبر، ثم ما هممت بعدها بسوء، حتى أكرمني الله برسالته (1).
وروى محمد بن حبيب في أماليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أذكر وانا غلام ابن سبع سنين، وقد بنى ابن جدعان دارا له بمكة، فجئت مع الغلمان نأخذ التراب والمدر في حجورنا فننقله، فملأت حجري ترابا فانكشفت عورتي، فسمعت نداء من فوق رأسي يا محمد، ارخ إزارك، فجعلت ارفع رأسي فلا أرى شيئا، الا انى اسمع الصوت، فتماسكت ولم أرخه، فكان انسانا ضربني على ظهري، فخررت لوجهي، وانحل إزاري فسترني، وسقط التراب إلى الأرض، فقمت إلى دار أبى طالب عمى ولم أعد.
واما حديث مجاورته عليه السلام بحراء فمشهور، وقد ورد في الكتب الصحاح انه كان يجاور في حراء من كل سنة شهرا، وكان يطعم في ذلك الشهر من جاءه من المساكين، فإذا قضى جواره من حراء، كان أول ما يبدأ به إذا انصرف أن يأتي باب الكعبة قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا، أو ما شاء الله من ذلك، ثم يرجع إلى بيته، حتى جاءت السنة التي أكرمه الله فيها بالرسالة، فجاور في حراء شهر رمضان، ومعه أهله خديجة وعلي بن أبي طالب وخادم لهم، فجاءه جبريل بالرسالة، وقال عليه الصلاة والسلام جائني وانا نائم بنمط فيه كتاب، فقال اقرأ قلت ما اقرأ فغتني (2) حتى ظننت انه الموت، ثم أرسلني فقال (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، إلى قوله (علم الانسان

(١) تاريخ الطبري ٢: ٢٧٩ (المعارف).
(٢) غتني، قال ابن الأثير: (الغت والغط سواء، كأنه أراد: عصرني عصرا شديدا حتى وجدت منه المشقة كما يجد من يغمس في الماء قهرا. النهاية 3: 149.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317