شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٤
رجلان عليهما ثياب بياض، فأضجعاه وشقا بطنه، فهما يسوطانه (1) قالت فخرجت انا وأبوه نشتد نحوه، فوجدناه قائما (2) ممتقعا وجهه، فالتزمته والتزمه أبوه، وقلنا ما لك يا بنى قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني ثم شقا بطني، فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو قالت فرجعنا به إلى خبائنا، وقال لي أبوه يا حليمة، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب، فالحقيه باهله.
قالت فاحتملته حتى قدمت به على أمه، فقالت ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك فقلت لها قد بلغ الله بابني، وقضيت الذي على، وتخوفت عليه الاحداث وأديته إليك كما تحبين قالت أتخوفت عليه الشيطان قلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وان لابني شانا، أفلا أخبرك خبره قلت بلى، قالت رأيت حين حملت به انه خرج منى نور أضاءت له قصور بصرى من (3) الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت حملا قط كان أخف ولا أيسر منه، ثم وقع حين ولدته وانه لواضع يديه بالأرض، ورافع رأسه إلى السماء، دعيه عنك وانطلقي راشدة (4).
قال وروى الطبري في " تاريخه " عن شداد بن أوس، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يحدث عن نفسه، ويذكر ما جرى له وهو طفل في ارض بنى سعد بن بكر، قال لما ولدت استرضعت في بنى سعد، فبينا انا ذات يوم منتبذ من

(1) يسوطانه، قال أبو ذر الخشني: يقال: (سطت اللبن والدم وغيرهما أسوطه، إذا ضربت بعضه ببعض وحركته، واسم العود الذي يضرب به المسوط).
(2) ممتقعا: متغيرا، وفي ابن هشام: (منتقعا)، وهما سواء.
(3) قال السهيلي: (ذلك ما فتح الله عليه من تلك البلاد، حتى كانت الخلافة فيها مدة بني أمية، واستضاءت تلك البلاد وغيرها بنوره صلى الله عليه وآله وسلم).
(4) سيرة ابن هشام 1: 173 - 177 (نشرة المكتبة التجارية).
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317