شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢١٢
وروى أبو جعفر الطبري أيضا في التاريخ أن رجلا قال لعلي عليه السلام يا أمير المؤمنين، بم ورثت ابن عمك دون عمك فقال علي عليه السلام هاؤم ثلاث مرات، حتى اشراب الناس، ونشروا آذانهم، ثم قال جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بنى عبد المطلب بمكة، وهم رهطه (1) كلهم، يأكل الجذعة، ويشرب الفرق (2)، فصنع مدا من طعام، حتى أكلوا وشبعوا وبقى الطعام كما هو، كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر (3)، فشربوا ورووا، وبقى الشراب كأنه لم يشرب، ثم قال يا بنى عبد المطلب، انى بعثت إليكم خاصة، والى الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي، ووارثي فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه، وكنت من أصغر القوم، فقال اجلس، ثم قال ذلك ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه، فيقول اجلس، حتى كان في الثالثة، فضرب بيده على يدي، فعند ذلك ورثت ابن عمى دون عمى (4).
* * * الأصل:
ولقد كنت معه صلى الله عليه وآله، لما اتاه الملا من قريش، فقالوا له يا محمد، انك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك، ولا أحد من بيتك، ونحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه وأريتناه، علمنا انك نبي ورسول، وان لم تفعل علمنا انك ساحر كذاب.
فقال صلى الله عليه وآله وما تسألون قالوا تدعو لنا هذه الشجرة، حتى تنقلع بعروقها، وتقف بين يديك. فقال صلى الله عليه وآله إن الله على كل

(١) في الأصول: (رهط)، وأثبت ما في الطبري.
(٢) الفرق، بكسر الفاء وبعضهم يقول بالفتح: مكيال كبير لأهل المدينة يكال به اللبن.
(٣) الغمر: القدح الصغير.
(٤) تاريخ الطبري ٢: ٣٢١، 322.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317