ما لم يعلم (1). فقراته ثم انصرف عنى فانتبهت من نومي، وكأنما كتب في قلبي كتاب، وذكر تمام الحديث.
واما حديث أن الاسلام لم يجتمع عليه بيت واحد يومئذ الا النبي وهو - عليهما السلام - وخديجة، فخبر عفيف الكندي مشهور، وقد ذكرناه من قبل، وان أبا طالب قال له أتدري من هذا قال لا قال هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وهذا ابني علي بن أبي طالب، وهذه المرأة خلفهما خديجة بنت خويلد; زوجة محمد ابن أخي، وأيم الله ما اعلم على الأرض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
واما رنة الشيطان، فروى أبو عبد الله أحمد بن حنبل في مسنده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله صبيحة الليلة التي أسرى به فيها، وهو بالحجر يصلى، فلما قضى صلاته، وقضيت، صلاتي سمعت رنة شديدة، فقلت يا رسول الله، ما هذه الرنة قال الا تعلم هذه رنة الشيطان، علم انى أسرى بي الليلة إلى السماء، فأيس من أن يعبد في هذه الأرض.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله ما يشابه هذا، لما بايعه الأنصار السبعون ليلة العقبة سمع من العقبة صوت عال في جوف الليل يا أهل مكة، هذا مذمم والصباة معه قد اجمعوا على حربكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار الا تسمعون ما يقول هذا أزب العقبة يعنى شيطانها، وقد روى (أزبب العقبة). ثم التفت إليه فقال (2) استمع يا عدو الله، اما والله لأفرغن لك.