شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٥
أهلي في بطن واد مع أتراب لي من الصبيان، نتقاذف بالجلة، إذا أتاني رهط ثلاثة، معهم طشت من ذهب مملوءة ثلجا، فأخذوني من بين أصحابي، فخرج أصحابي هرابا حتى انتهوا إلى شفير الوادي، ثم عادوا إلى الرهط، فقالوا ما أربكم إلى هذا الغلام، فإنه ليس منا هذا ابن سيد قريش، وهو مسترضع فينا، غلام يتيم ليس له أب، فما ذا يرد عليكم قتله وما ذا تصيبون من ذلك ولكن إن كنتم لا بد قاتليه، فاختاروا منا أينا شئتم فاقتلوه مكانه، ودعوا هذا الغلام، فإنه يتيم.
فلما رأى الصبيان أن القوم لا يحيرون لهم جوابا، انطلقوا هرابا مسرعين إلى الحي يؤذنونهم ويستصرخونهم على القوم، فعمد أحدهم، فأضجعني اضجاعا لطيفا، ثم شق ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي، وانا انظر إليه فلم أجد لذلك حسا، ثم اخرج بطني فغسلها بذلك الثلج، فأنعم غسلها، ثم أعادها مكانها، ثم قام الثاني منهم، فقال لصاحبه تنح، فنحاه عنى، ثم ادخل يده في جوفي، واخرج قلبي، وانا انظر إليه فصدعه ثم اخرج منه مضغة سوداء فرماها، ثم قال بيده يمنة (1) منه وكأنه (2) يتناول شيئا، فإذا في يده خاتم من نور، تحار ابصار الناظرين دونه، فختم به قلبي، ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا، ثم قال الثالث لصاحبه تنح عنه، فامر يده ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي، فالتام ذلك الشق، ثم اخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا، وقال للأول الذي شق بطني زنه بعشرة من أمته، فوزنني بهم فرجحتهم، فقال دعوه، فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحهم، ثم ضموني إلى صدرهم، وقبلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا يا حبيب الله، لا ترع، انك لو تدرى ما يراد بك من الخير لقرت عيناك فبينا انا كذلك إذا انا بالحي قد جاءوا بحذافيرهم، وإذا أمي - وهي

(1) في الأصول: (نميه) تصحيف.
(2) الطبري: (وكأنه).
(٢٠٥)
مفاتيح البحث: الغسل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317