شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢١١
إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا اليوم إلى مثل ما صنعت بالأمس، ثم اجمعهم لي ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام، فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى مالهم بشئ حاجة، ثم قال أسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه جميعا، حتى رووا، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال يا بنى عبد المطلب، انى والله ما اعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، انى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد امرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يوازرني على هذا الامر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت انا (١) - وأني لأحدثهم سنا وأرمصهم (٢) عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم (٣) ساقا انا يا رسول الله أكون وزيرك عليه، فأعاد القول، فأمسكوا واعدت ما قلت، فاخذ برقبتي، ثم قال لهم هذا أخي ووصيي و خليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب قد امرك أن تسمع لابنك وتطيع (٤).
ويدل على أنه وزير رسول الله صلى الله عليه وآله من نص الكتاب والسنة قول الله تعالى ﴿واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري﴾ (5). وقال النبي صلى الله عليه وآله في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الاسلام (أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي)، فأثبت له جميع مراتب هارون عن موسى، فأذن هو وزير رسول الله صلى الله عليه وآله، وشاد إزره، ولولا أنه خاتم النبيين لكان شريكا في امره

(١) ساقطة من التاريخ.
(٢) الرمص في العين: كالغمص، وهو قذى تلفظ به كناية عن صغر سنه.
(٣) حمش الساقين: رفيعهما.
(٤) تاريخ الطبري ٢: ٣١٩ - ٣٢١ (المعارفوتفسير الطبري ١٩: ٧٤، ٧٥ (بولاق)، بتفصيل أوفى.
(٥) سورة طه ٢٩ - 31.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317