شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٣٧
انتفاخ بطنه واخضرارها وينتظر بذلك حضور أبى بكر ليكشف عن وجهه انا لا أصدق ذلك، ولا يسكن قلبي إليه والصحيح إن دخول أبى بكر إليه وكشفه عن وجهه، وقوله ما قال، إنما كان بعد الفراغ من البيعة، وانهم كانوا مشتغلين بها كما ذكر في الرواية الأخرى.
وبقى الاشكال في قعود علي عليه السلام عن تجهيزه إذا كان أولئك مشتغلين بالبيعة، فما الذي شغله هو فأقول يغلب على ظني - إن صح ذلك - أن يكون قد فعله شناعة على أبى بكر وأصحابه، حيث فاته الامر، واستؤثر عليه به، فأراد أن يتركه صلى الله عليه وآله بحاله لا يحدث في جهازه أمرا ليثبت عند الناس أن الدنيا شغلتهم عن نبيهم ثلاثة أيام، حتى آل امره إلى ما ترون; وقد كان عليه السلام يتطلب الحيلة في تهجين أمر أبى بكر حيث وقع في السقيفة ما وقع بكل طريق، ويتعلق بأدنى سبب من أمور كان يعتمدها، وأقوال كان يقولها، فلعل هذا من جملة ذلك، أو لعله إن صح ذلك، (1 فإنما تركه صلى الله عليه وآله بوصية منه إليه وسر كانا يعلمانه في ذلك.
فان قلت فلم لا يجوز أن يقال - إن صح ذلك -: انه 1) اخر جهازه ليجتمع رأيه ورأي المهاجرين على كيفية غسله وتكفينه، ونحو ذلك من أموره قلت لان الرواية الأولى تبطل هذا الاحتمال، وهي قوله صلى الله عليه وآله لهم قبل موته (يغسلني أهلي الأدنى منهم فالأدنى، وأكفن في ثيابي أو في بياض مصر أو في حله يمنية).
قال أبو جعفر فاما الذين تولوا غسله فعلي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد، وشقران مولى رسول الله صلى الله

(1 - 1) ساقط من ب، وأثبته من ا.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317