شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٣٢
لداء ما كان الله ليقذفني به، لا يبقى أحد في البيت الا لد الا عمى) قال فلقد لدت ميمونة وانها لصائمة لقسم رسول الله صلى الله عليه وآله عقوبة لهم بما صنعوا.
قال أبو جعفر وقد وردت رواية أخرى عن عائشة، قالت لددنا رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه، فقال لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء; فلما أفاق قال لا يبقى أحد الا لد غير العباس عمى فإنه لم يشهدكم.
قال أبو جعفر والذي تولى اللدود بيده أسماء (1) بنت عميس.
قلت العجب من تناقض هذه الروايات في إحداها أن العباس لم يشهد اللدود، فلذلك أعفاه رسول الله صلى الله عليه وآله من أن يلد ولد من كان حاضرا، وفى إحداها أن العباس حضر لده عليه السلام، وفى هذه الرواية التي تتضمن حضور العباس في لده كلام مختلف، فيها أن العباس قال لا ألده، ثم قال فلد فأفاق، فقال من صنع بي هذا قالوا عمك أنه قال هذا دواء جاءنا من ارض الحبشة لذات الجنب; فكيف يقول لا ألده، ثم يكون هو الذي أشار بان يلد، وقال هذا دواء جاءنا من ارض الحبشة لكذا.
وسالت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد البصري عن حديث اللدود، فقلت ألد علي بن أبي طالب ذلك اليوم فقال معاذ الله لو كان لد لذكرت عائشة ذلك فيما تذكره وتنعاه عليه قال وقد كانت فاطمة حاضرة في الدار، وابناها معها، افتراها لدت أيضا، ولد الحسن والحسين كلا، وهذا أمر لم يكن، وإنما هو حديث ولده من ولده تقربا إلى بعض الناس، والذي كان إن أسماء بنت عميس أشارت بان يلد، وقالت هذا دواء جاءنا من ارض الحبشة جاء به جعفر بن أبي طالب، وكان بعلها،

(١) اللدود بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم.
(٢) تاريخ الطبري ١: ١٨٠٨، 1809.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317