شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٣٦
أبا بكر جاء بعد ثلاث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد أربد بطنه، فكشف عن وجهه، وقبل عينيه، وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا (1) قلت وانا أعجب من هذا هب إن أبا بكر ومن معه اشتغلوا بأمر البيعة، فعلي ابن أبي طالب والعباس وأهل البيت بما ذا اشتغلوا حتى يبقى النبي صلى الله عليه وآله مسجى بينهم ثلاثة أيام بلياليهن لا يغسلونه ولا يمسونه.
فان قلت الرواية التي رواها الطبري في حديث الأيام الثلاثة، إنما كانت قبل البيعة لان لفظ الخبر عن إبراهيم، وانه لما قبض النبي صلى الله عليه وآله كان أبو بكر غائبا فجاء بعد ثلاث، ولم يجترئ أحد أن يكشف عن وجهه عليه السلام حتى أربد بطنه، فكشف عن وجهه وقبل عينيه، وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا، ثم خرج إلى الناس، فقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات الحديث بطوله.
قلت لعمري إن الرواية هكذا أوردها، ولكنها مستحيلة، لان أبا بكر فارق رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حي، ومضى إلى منزله بالسنح في يوم الاثنين، وهو اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنه رآه بارئا صالح الحال هكذا روى الطبري في كتابه وبين السنح وبين المدينة نصف فرسخ، بل هو طائفة من المدينة، فكيف يبقى رسول الله صلى الله عليه وآله ميتا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء لا يعلم به أبو بكر، وبينهما غلوة ثلاثة أسهم وكيف يبقى طريحا بين أهله ثلاثة أيام لا يجترئ أحد منهم أن يكشف عن وجهه، وفيهم علي بن أبي طالب وهو روحه بين جنبيه، والعباس عمه القائم مقام أبيه، وابنا فاطمة، وهما كولديه، وفيهم فاطمة بضعة منه، أفما كان في هؤلاء من يكشف عن وجهه، ولا من يفكر في جهازه، ولا من يأنف له من

(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317