شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٤٤
هذه الدعوى وفسادها، ولكنه يقول ما يقوله تعصبا وعنادا، وقد روى الناس كافة، افتخار علي عليه السلام بالسبق إلى الاسلام، وان النبي صلى الله عليه وآله استنبئ يوم الاثنين، وأسلم على يوم الثلاثاء، وانه كان يقول صليت قبل الناس سبع سنين، وانه ما زال يقول انا أول من أسلم، ويفتخر بذلك، ويفتخر له به أولياؤه ومادحوه وشيعته في عصره وبعد وفاته. والامر في ذلك أشهر من كل شهير، وقد قدمنا منه طرفا، وما علمنا أحدا من الناس فيما خلا استخف باسلام علي عليه السلام، ولا تهاون به، ولا زعم أنه أسلم اسلام حدث غرير، وطفل صغير. ومن العجب أن يكون مثل العباس وحمزة ينتظران أبا طالب وفعله، ليصدرا عن رأيه، ثم يخالفه على ابنه لغير رغبة ولا رهبة، يؤثر القلة على الكثرة، والذل على العزة، من غير علم ولا معرفة بالعاقبة.
وكيف ينكر الجاحظ والعثمانية أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعاه إلى الاسلام وكلفه التصديق.
وقد روى في الخبر الصحيح انه كلفه في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الاسلام وانتشارها بمكة أن يصنع له طعاما، وان يدعو له بنى عبد المطلب، فصنع له الطعام، ودعاهم له، فخرجوا ذلك اليوم، ولم ينذرهم صلى الله عليه وآله لكلمة قالها عمه أبو لهب، فكلفه في اليوم الثاني أن يصنع مثل ذلك الطعام، وان يدعوهم ثانية، فصنعه، ودعاهم فأكلوا، ثم كلمهم صلى الله عليه وآله فدعاهم إلى الدين، ودعاه معهم لأنه من بنى عبد المطلب، ثم ضمن لمن يوازره منهم وينصره على قوله، أن يجعله أخاه في الدين، ووصيه بعد موته، وخليفته من بعده، فأمسكوا كلهم وأجابه هو وحده، وقال انا أنصرك على ما جئت به، وأوازرك وأبايعك، فقال لهم لما رأى منهم الخذلان، ومنه النصر، وشاهد منهم المعصية ومنه الطاعة، وعاين منهم الاباء ومنه الإجابة هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي، فقاموا يسخرون ويضحكون، ويقولون لأبي طالب اطع ابنك، فقد امره عليك، فهل يكلف عمل
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317