شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٤٢
لم يميز بين الميزان والعود بعد طول السن، وكثرة التجارب، ولم يميز أيضا بين امام الرشد وامام الغي، فإنه امتنع من بيعة علي عليه السلام. وطرق على الحجاج بابه ليلا ليبايع لعبد الملك، كيلا يبيت تلك الليلة بلا امام، زعم. لأنه روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال (من مات ولا امام له مات ميته جاهلية)، وحتى بلغ من احتقار الحجاج له واسترذاله حاله، أن اخرج رجله من الفراش، فقال اصفق بيدك عليها، فذلك تمييزه بين الميزان والعود، وهذا اختياره في الأئمة، وحال علي عليه السلام في ذكائه وفطنته، وتوقد حسه، وصدق حدسه، معلومة مشهورة، فإذا جاز أن يصح اسلام ابن عمر، ويقال عنه انه عرف تلك الأمور التي سردها الجاحظ ونسقها، وأظهر فصاحته وتشدقه فيها، فعلى بمعرفة ذلك أحق، وبصحة اسلامه أولى.
وان قال لم يكن ابن عمر يعلم ويعرف ذلك، فقد أبطل اسلامه، وطعن في رسول الله صلى الله عليه وآله حيث حكم بصحة اسلامه وأجازه يوم الخندق، لأنه عليه السلام كان قال لا أجيز الا البالغ العاقل، ولذلك لم يجزه يوم أحد.
ثم يقال له إن ما نقوله في بلوغ علي عليه السلام الحد الذي يحسن فيه التكليف العقلي بل يجب - وهو ابن عشر سنين - ليس بأعجب من مجئ الولد لستة أشهر، وقد صحح ذلك أهل العلم، واستنبطوه من الكتاب، وإن كان خارجا من التعارف والتجارب والعادة. وكذلك مجئ الولد لسنتين خارج أيضا عن التعارف والعادة، وقد صححه الفقهاء والناس.
ويروى أن معاذا لما نهى عمر عن رجم الحامل تركها حتى ولدت غلاما قد نبتت ثنيتاه، فقال أبوه ابني ورب الكعبة فثبت ذلك سنة يعمل بها الفقهاء، وقد وجدنا العادة تقضى بان الجارية تحيض لاثنتي عشرة سنة، وانه أقل سن تحيض فيه المرأة، وقد
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317