شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٣
قلنا قد ثبت اسلامه بحكم إقراركم، ولو كان طفلا لكان في الحقيقة غير مسلم، لان اسم الايمان والاسلام والكفر والطاعة والمعصية إنما يقع على البالغين دون الأطفال والمجانين، وإذا أطلقتم وأطلقنا اسم الاسلام، فالأصل في الاطلاق الحقيقة، كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وآله (أنت أول من آمن بي، وأنت أول من صدقني) وقال لفاطمة (زوجتك أقدمهم سلما - أو قال اسلاما -) فان قالوا إنما دعاه النبي صلى الله عليه وآله إلى الاسلام على جهة العرض لا التكليف.
قلنا قد وافقتمونا على الدعاء، وحكم الدعاء حكم الامر والتكليف ثم ادعيتم إن ذلك كان على وجه العرض، وليس لكم أن تقبلوا معنى الدعاء [عن وجهه] (1) الا لحجة.
فان قالوا لعله كان على وجه التأديب والتعليم، كما يعتمد مثل ذلك مع الأطفال قلنا إن ذلك إنما يكون إذا تمكن الاسلام باهله، أو عند النشوء عليه والولادة فيه، فاما في دار الشرك فلا يقع مثل ذلك، لا سيما إذا كان الاسلام غير معروف ولا معتاد بينهم، على أنه ليس من سنة النبي صلى الله عليه وآله دعاء أطفال المشركين إلى الاسلام والتفريق بينهم وبين آبائهم، قبل أن يبلغوا الحلم.
وأيضا فمن شان الطفل اتباع أهله وتقليد أبيه، والمضي على منشئه ومولده، وقد كانت منزلة النبي صلى الله عليه وآله حينئذ منزلة ضيق وشدة ووحدة، وهذه منازل لا ينتقل إليها الا من ثبت الاسلام عنده بحجة، ودخل اليقين قلبه بعلم ومعرفة.
فان قالوا إن عليا عليه السلام كان يألف النبي صلى الله عليه وآله، فوافقه على طريق المساعدة له.
قلنا إنه وإن كان يألفه أكثر من أبويه وإخوته وعمومته وأهل بيته، ولم يكن الألف ليخرجه عما نشأ عليه، ولم يكن الاسلام مما غذي (2) به وكرر على سمعه،

(1) تكملة من ا.
(2) ب: (عدي)، تصحيف، وأثبت ما في ا.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317