شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٧
الا باثنتي عشرة سنة، وهذا يوجب انه احتلم وبلغ في أقل من إحدى عشرة سنة.
وروى أيضا أن محمد بن عبد الله بن العباس كان أصغر من أبيه علي بن عبد الله ابن العباس، بإحدى عشرة سنة، فيلزم الجاحظ أن يكون عبد الله بن العباس حين مات رسول الله صلى الله عليه وآله غير مسلم على الحقيقة، ولا مثاب ولا مطيع بالاسلام، لأنه كان يومئذ ابن عشر سنين رواه هشيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وانا ابن عشر سنين.
قال الجاحظ فان قالوا فلعله وهو ابن سبع سنين (1 أو ثماني سنين 1)، قد بلغ من فطنته وذكائه وصحة لبه وصدق حدسه (2) وانكشاف العواقب له وان لم يكن جرب الأمور، ولا فاتح الرجال، ولا نازع الخصوم، ما يعرف به جميع ما يحب على البالغ معرفته والاقرار به.
قيل (3) لهم إنما نتكلم على ظواهر الأحوال، وما شاهدنا عليه طبائع الأطفال، فانا وجدنا حكم ابن سبع سنين أو ثمان - ما لم يعلم باطن امره وخاصة طبعه - حكم الأطفال، وليس لنا أن نزيل ظاهر حكمه والذي نعرف من حال أبناء جنسه بلعل وعسى، لأنا وان كنا لا ندري، لعله قد كان ذا فضيلة في الفطنة فلعله قد كان ذا نقص فيها.
هذا على تجويز أن يكون علي عليه السلام في الغيب (4) قد أسلم وهو ابن سبع أو ثمان اسلام البالغ، غير أن الحكم على مجرى أمثاله وأشكاله الذين أسلموا وهم في مثل سنه إذ كان اسلام هؤلاء عن تربية الحاضن، وتلقين القيم، ورياضة السائس.
فاما عند التحقيق، فإنه لا تجويز لمثل ذلك، لأنه لو كان أسلم، وهو ابن سبع

(١ - ١) ساقط من ا.
(٢) العثمانية: (حسه).
(٣) العثمانية: (قيل).
(٤) العثمانية (المغيب).
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317