على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) (1)، ثم قال قاضى القضاة في المعنى وهذا خبر من الله تعالى، ولا بد أن يكون كائنا على ما أخبر به، والذين قاتلوا المرتدين هم أبو بكر وأصحابه، فوجب أن يكونوا هم الذين عناهم الله سبحانه بقوله (يحبهم ويحبونه)، وذلك يوجب أن يكونوا على صواب.
واعترض المرتضى رحمه الله على هذا الاحتجاج في " الشافي " فقال من أين قلت إن الآية نزلت في أبى بكر وأصحابه فان قال لأنهم الذين قاتلوا المرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا أحد قاتلهم سواهم، قيل له ومن الذي سلم لك ذلك أوليس أمير المؤمنين عليه السلام قد قاتل الناكثين والقاسطين و المارقين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وهؤلاء عندنا مرتدون عن الدين ويشهد بصحة التأويل زائدا على احتمال القول له، ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام من قوله يوم البصرة والله ما قوتل أهل الآية حتى اليوم، وتلاها وقد روى عن عمار وحذيفة وغيرهما مثل ذلك.
فان قال دليلي على أنها في أبى بكر وأصحابه قول أهل التفسير; قيل له أو كل أهل التفسير قال ذلك فان قال نعم، كابر لأنه قد روى عن جماعة التأويل الذي ذكرناه، ولو لم يكن الا ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ووجوه أصحابه الذين ذكرناهم لكفى، وان قال حجتي قول بعض المفسرين، قلنا وأي حجة في قول البعض ولم صار البعض الذي قال ما ذكرت أولى بالحق من البعض الذي قال ما ذكرنا.
ثم يقال له قد وجدنا الله تعالى قد نعت المذكورين في الآية بنعوت يجب أن