شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٩٦
في غزاة تبوك إلى قوم أولي باس شديد، ولم يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا حاربوا معه عدوا.
فان قلت إذا خرجوا مع أسامة، فكأنما خرجوا مع رسول الله، وإذا حاربوا مع أسامة العدو، فكأنما حاربوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد كان سبق انهم لا يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يحاربون معه عدوا.
قلت وإذا خرجوا مع خالد بن الوليد وغيره في أيام أبى بكر، ومع أبى عبيدة وسعد في أيام عمر; فكأنما خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وحاربوا العدو معه أيضا.
فان اعتذرت بأنه وإن شابه الخروج معه والحرب معه الا انه على الحقيقة ليس معه وإنما هو مع امرئ من قبل خلفائه.
قيل لك وكذلك خروجهم مع أسامة ومحاربة العدو معه، وان شابه الخروج مع النبي ومحاربة العدو معه، الا انه على الحقيقة ليس معه، وإنما هو مع بعض أمرائه.
ويمكن أن يعترض الاستدلال بالآية، فيقال لا يجوز حملها على بنى حنيفة، لأنهم كانوا مسلمين، وإنما منعوا الزكاة مع قولهم (لا إله إلا الله محمد رسول الله) صلى الله عليه وآله، ومنع الزكاة لا يخرج به الانسان عن الاسلام عند المرجئة، والامامية مرجئة; ولا يجوز حملها على فارس والروم، لأنه تعالى أخبر انه لا واسطة بين قتالهم وإسلامهم، كما تقول اما كذا واما كذا، فيقتضى ذلك نفى الواسطة، وقتال فارس والروم بينه وبين اسلامهم واسطة، وهو دفع الجزية، وإنما تنتفى هذه الواسطة في قتال العرب، لان مشركي العرب لا تؤخذ منهم الجزية، فالآية اذن دالة على أن المخلفين سيدعون إلى قوم أولي باس شديد الحكم فيهم اما قتالهم واما اسلامهم، وهؤلاء هم مشركو العرب ولم يحارب مشركي العرب، الا رسول الله صلى الله عليه وآله، فالداعي لهم إذا هو رسول الله، وبطل الاستدلال بالآية
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317