شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٨٧
على وجه الطف وأحسن وأصح مما ذكره، فيقول المراد بها من ارتد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله في واقعة الأسود العنسي باليمن، فان كثيرا من المسلمين ضلوا به وارتدوا عن الاسلام، وادعوا له النبوة، واعتقدوا صدقه، والقوم الذين يحبهم الله ويحبونه القوم الذين كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأغراهم بقتله، والفتك به، وهم فيروز الديلمي وأصحابه والقصة مشهورة.
وقد كان له أيضا أن يقول لم قلت إن الذين قاتلهم أبو بكر وأصحابه كانوا مرتدين فان المرتد من ينكر دين الاسلام بعد أن كان قد تدين به، والذين منعوا الزكاة لم ينكروا أصل دين الاسلام، وإنما تأولوا فأخطأوا; لأنهم تأولوا قول الله تعالى ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم﴾ (1); فقالوا إنما ندفع زكاة أموالنا إلى من صلاته سكن لنا، ولم يبق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله من هو بهذه الصفة، فسقط عنا وجوب الزكاة، ليس هذا من الردة في شئ، وإنما سماهم الصحابة أهل الردة على سبيل المجاز، اعظاما لما قالوه وتأولوه.
فان قيل إنما الاعتماد على قتال أبى بكر وأصحابه لمسيلمة وطليحة اللذين ادعيا النبوة، وارتد بطريقهما كثير من العرب، لا على قتال مانعي الزكاة.
قيل إن مسيلمة وطليحة جاهدهما رسول الله صلى الله عليه وآله قبل موته بالكتب والرسل، وأنفذ لقتلهما جماعة من المسلمين، وأمرهم أن يفتكوا بهما غيلة إن أمكنهم ذلك; واستنفر عليهما قبائل من العرب، وكل ذلك مفصل مذكور في كتب السيرة والتواريخ، فلم لا يجوز أن يكون أولئك النفر الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله للفتك بهما، هم المعنيون بقوله (يحبهم ويحبونه) إلى آخر الآية ولم يقل في الآية (يجاهدون

(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317