شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٨١
قوله (صرتم بعد الهجرة اعرابا); الاعراب على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله من آمن به من أهل البادية، ولم يهاجر إليه، وهم ناقصو المرتبة عن المهاجرين لجفائهم وقسوتهم وتوحشهم، ونشئهم في بعد من مخالطة العلماء، وسماع كلام الرسول صلى الله عليه وآله، وفيهم انزل ﴿الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله﴾ (١); وليست هذه الآية عامة في كل الاعراب بل خاصة ببعضهم، وهم الذين كانوا حول المدينة وهم جهينة، وأسلم وأشجع، وغفار، واليهم أشار سبحانه بقوله ﴿وممن حولكم من الاعراب منافقون﴾ (2) وكيف يكون كل الاعراب مذموما، وقد قال تعالى (ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله) (1)، وصارت هذه الكلمة جارية مجرى المثل.
وأنشد الحجاج على منبر الكوفة:
قد لفها الليل بعصلبي (4) * أروع خراج من الدوي (5) * مهاجر ليس بأعرابي (6) *.
وقال عثمان لأبي ذر أخشى أن تصير بعد الهجرة أعرابيا.
وروى (ولا يعقلون من الايمان).
وقولهم (النار ولا العار)، منصوبتان باضمار فعل، أي ادخلوا النار ولا تلتزموا العار، وهي كلمه جارية مجرى المثل أيضا، يقولها أرباب الحمية والإباء، فإذا قيلت في حق كانت صوابا، وإذا قيلت في باطل كانت خطا.
واكفات الاناء وكفأته لغتان أي كببته.

(١) سورة التوبة ٩٧.
(٢) سورة التوبة ١٠١.
(٣) سورة التوبة ٩٩.
(4) العصلبي: الشديد الخلق.
(5) أروع أي ذكى. يقول: خراج من كل غماء شديد. ويقال للصحراء: دوية، وهي التي لا تكاد تنقضي، منسوبة إلى الدو، والدو: صحراء ملساء لا علم بها.
(6) الكامل للمبرد 1: 381 (طبعة نهضة مصر).
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317